Loader logo

ARDA Foundation

الوقت ينفد من مرضى غزة

Image
الوقت ينفد من مرضى غزة

15.04.2025

الآلاف بحاجة ماسة للإجلاء الطبي، لكن الحدود المغلقة، ونقص الموارد، والعوائق البيروقراطية، والمستشفيات المدمرة تقف حائلًا دون ذلك

 

قطاع غزة، الذي يُعد من أكثر بقاع الأرض كثافة سكانية، عانى لعقود من الصراع المرير. وقد أدت التوترات المتصاعدة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى انهيار النظام الصحي الهش أصلًا في القطاع. ورغم أن أزمة غزة قد تبدو بعيدة للكثيرين حول العالم، إلا أن خلف عناوين الأخبار يقف أناس حقيقيون باتت حياتهم على المحك.

 

اليوم، تقف البنية التحتية للرعاية الصحية في غزة أطلالًا. فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لم يبق سوى 16 مستشفى من أصل 36 تعمل بشكل جزئي فقط، ومعظم هذه المستشفيات تفتقر للقدرة على علاج الأمراض المزمنة والإصابات المعقدة. أما المستشفيات القليلة المتبقية فتعاني من ضغط هائل يفوق طاقتها، وتفتقر بشكل حاد للتجهيزات والمعدات، وتعاني نقصًا في كل شيء، من الأدوية إلى الكهرباء. يضطر الأطباء لإجراء عمليات جراحية دون تخدير، وأصبحت الرعاية الطارئة شبه مستحيلة.

 

بالنسبة لسكان غزة البالغ عددهم 350,000 شخص ممن يعانون من أمراض مزمنة كالسرطان أو السكري أو الفشل الكلوي، فإن الوضع كارثي بشكل خاص. فمرضى السرطان لا يستطيعون تلقي العلاج الكيميائي أو الإشعاعي بسبب تدمير مراكز العلاج وشح الأدوية الحيوية. وقد سلطت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "ذا لانسيت" الطبية الضوء على التأخيرات المروعة في تقديم الرعاية لمرضى السرطان، واصفةً واقعًا يتلاشى فيه الأمل بسرعة فائقة.

 

إنها ليست مجرد أزمة صحية، بل هي أزمة إنسانية بكل معنى الكلمة. الخيار الوحيد المتاح لآلاف المرضى ذوي الحالات الحرجة هو تلقي العلاج في الخارج. لكن هذا المسار محفوف بالعقبات ومحدود للغاية. فاعتبارًا من أوائل عام 2025، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 20,000 شخص في غزة بحاجة ماسة للإجلاء الطبي، لكن لم يتمكن سوى جزء ضئيل منهم من المغادرة. وبالنسبة للكثيرين، فإن نافذة الأمل في البقاء على قيد الحياة تضيق شيئًا فشيئًا.

 

سيحتاج النظام الصحي في غزة لسنوات طويلة حتى يُعاد بناؤه.

ولكن بالنسبة لآلاف المرضى، لم يعد هناك وقت للانتظار – فأرواحهم تتلاشى أمام أعيننا مع كل دقيقة تمر.

 

هل لك أن تتخيل العيش في عالم وصل فيه التقدم الطبي إلى حد زراعة القلوب، وعلاج السرطان، وإجراء الجراحات بواسطة الروبوتات، بينما على بعد كيلومترات قليلة، يموت أناس بسبب حالات يمكن علاجها ببساطة؟

 

هذا هو واقع الحال في غزة اليوم

 

إن الإجلاء الطبي ليس مجرد لفتة إنسانية، بل هو عنصر حاسم في إدارة الأزمات الصحية. فمن خلال نقل المرضى الأكثر ضعفًا – كالمصابين بالسرطان أو الفشل الكلوي أو الإصابات البالغة – إلى مستشفيات في الخارج، يمكننا تخفيف العبء عن كاهل النظام الطبي المنهار في غزة، وتحرير الموارد المحلية الشحيحة لتوجيهها نحو الرعاية الطارئة والأولية. يتيح هذا النهج متنفسًا للعيادات المنهكة، ويضمن استمرارية الرعاية للحالات المعقدة، ويدعم استقرار الوضع الصحي في غزة على المدى الطويل. ونحن نرى في ذلك خطوة مستدامة وقابلة للتوسع نحو الأمام.

 

في مؤسسة ARDA، ساهمنا بالفعل في فتح ممر ضيق ولكنه حيوي – "جسر غزة الصحي" – وهو بمثابة ممر للرحمة يتيح للمرضى الوصول إلى الرعاية المنقذة للحياة خارج غزة. هذا الجسر حقيقي وقائم. لكن عبوره يتطلب ما هو أكثر من مجرد ترتيبات لوجستية؛ إنه يتطلب تعاطفًا إنسانيًا عميقًا.

 

هذه فرصتك لتسير إلى جانبهم.

هذه لحظتك لتحويل التعاطف إلى عمل ملموس

 

بدعمك لحملتنا، يمكنك

  • مساعدة الأطفال في الحصول على العلاج العاجل في الخارج
  • منح مرضى السرطان الفرصة الثانية التي يستحقونها للبقاء على قيد الحياة
  • دعم العبور الآمن لأشخاص أصبحت حياتهم معلقة بخيط رفيع
  •  

فلنعمل معًا على تحويل اليأس إلى أمل

 

اطلع على تفاصيل الحملة هنا.

Cookie